starwis





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

starwis



starwis

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

متدى تقافي ديني تكنلوجي

مرحبا بكم
<div style="background-color: #ffffff;"><a href="http://news.rsspump.com/" title="">news</a></div>

    من إيحاءات سورة الكهف

    صبر جميل
    صبر جميل
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 104
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 28/11/2012
    العمر : 43
    الموقع : منتدى انور ابو البصل الاسلامي

      من إيحاءات سورة الكهف	 Empty من إيحاءات سورة الكهف

    مُساهمة من طرف صبر جميل الخميس ديسمبر 06, 2012 8:54 am


    من إيحاءات سورة الكهف
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
    فإن القارئ لسورة الكهف يلفت انتباهه القصة التي دارت بين موسى عليه السلام و الرجل الصالح الخضر عليه السلام.
    كلنا قرأها مرارا و حفظ أحداثها. و كنت أتساءل من جدوى القصة و مغزاها فدائما أعلم أن الله عز وجل ما قص قصة و لا أثبت شيئا مما كان قبلنا إلا ليعلمنا شيئا هاما أساسيا في العقيدة أو العبادة فما كان حديثا يفترى ولا من باب التسلية.
    *وأشكل على حينها أننا مأمورون بالاقتداء بالهدي النبوي فكيف لنا أن نقتدي بهذه القصة؟
    *إذا قلنا نقتدي بصبر موسى عليه السلام و تواضعه في طلب العلم، فهل نقتدي أيضا بعدم صبره على الشروط بألا يسأل عن شيء قبل بيانه ؟
    *و كيف نقتدي بالخضر عليه السلام؟
    *هل نتلف شيئا ما لفقير حتى لا يطمع فيه غني..؟
    *هل إذا وجدنا طفلا صغيرا لا يستجيب لنصح و أتعب أبويه ويئسنا في إصلاحه هل نبادر بقتله ؟!!!
    *أن ما يجمع القصة هو التعارض بين الفعل الظاهر و الحكمة الغير ظاهرة للجميع.
    *هل هذه الأمثلة أمثلة عملية للتطبيق أم مجرد أمثلة علمية لإقرار حقائق و لا يطلب منا أن نطبقها و نعمل بها ؟
    *فموسى عليه السلام أعلمه الله أن هناك عبدا صالحا أعلم منه فأراد أن يذهب إليه و يطلب العلم على يديه لعلمه بشرف العلم وأن هذا العلم موصل إلى الله حتى مع كونه نبي يوحى إليه كليم الله موسى عليه الصلاة و السلام لكنه يعلم انه ما أن يطلب العلم سيعلم عن الله المزيد من حكمته ما سيقربه إلى الله و يزداد قربا و فضلا. فالنفوس الشريفة لا تشبع أبدا من طلب القرب من الله لأنها كلما اقتربت ذاقت حلاوة القرب فطلبوا المزيد و بذلوا الغالي و النفيس وهانت الصعاب للقرب من محبوبهم " كلا لا تطعه و اسجد و اقترب"
    الله عز و جل رتب له رحلة شاقة و أعطاه علامات لإيجاد المعلم العبد الصالح وكل ذلك لإعلامه بشرف المعلم وشرف العلم الذي يطلبه.
    وعندما أدرك موسى عليه السلام بفطنة الأنبياء جدية الأمر أدرك شرف العلم الذي يطلبه و شرف الرحلة وكيف لا وقد قصها الله في القرآن الكريم على سيد ولد آدم ولا فخر فكانت نورا وهداية لخير أمة أخرجت للناس لذا اشتاقت نفسه إليها واشتد عزمه عليها مهما طال به الزمن " وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا (60"
    _و على شدة حرصه على لقاء المعلم غفل عن العلامة وهي اختفاء الحوت وهذا هو دور الشيطان في صرف الإنسان عما هو نافع له لكن رحمة الله لعبده الصالح ولحرصه على العلم أبقى الله مكان الحوت معلما واضحا يابسا في الماء فهنا صدٌ الشيطان و توفيقُ اللهِ واضحٌ لكل ذي عينين .
    _فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا (61)
    _و ما أن وصل إليه وعرفه طلب منه بأدب المتعلم و هو الكليم النبي المتبوع صاحب العزم الوجيه رضي بأن يكون تابعا .
    قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا (66)
    ما أشد تواضعه !!و أبعده عن الكبر والله لن تجد تواضعا مثله إلا ما صدر عمن يكافئه أو من يزيد كسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم.
    و انظر إلى فقهه وهو يطلب العلم ونوعيته يطلب العلم المؤدي إلى الرشاد فما أفقهه!!! فما فائدة العلم أن لم يؤتى ثمرته رشدا وأدبا وقربا من الله ومن العباد ؟!
    قال إنك لن تستطيع معي صبرا (67) وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا (68)
    وهنا ينبه الخضر عليه السلام أن العلم الذي عنده لا يطيقه من لا يفقهه !! فكيف له أن يصبر على أمور لا يعلم تأويلها وهي تخالف ما اعتاد الإنسان عليه.؟
    أي إنسان سوي سليم الفطرة يجب عليه أن ينكر ويعترض على مخالفة المعقول فكيف له أن يخالف عقله وما اعتاد عليه؟ يتعجب الخضر عليه السلام من هذا الذي يصبر على ما لم يعرف تأويله فما أشد إيمان المؤمن إذا صبر على بلاء الله ولو لم يبلغ عقله مراد الله لكن إيمانه يعصمه عن الاعتراض على قدر الله!!!
    فالمعنى إن لم تصبر وجزعت وتلفظت بكلمات تساؤل عن السبب في البلية وما ورائها فأنت معذور ببليتك مثل الكثيرين ،وهذا هو الطبيعي أما من يصبر ويسترجع و يسلم فهذا هو الرجل نعم الرجل هذا هو غير الطبيعي كيف صبر ؟ لله دره و على الله أجره يوفاه بغير حساب.
    *إن موافقة موسى عليه السلام للشرط و هو نبي أولى بالوفاء بالشروط و تأكد الخضر عليه السلام بأنه لن يصبر يؤكد لك البون الشاسع بين مراد الإنسان الذي لا يرى إلا موضع قدميه ومراد الله في قدره الذي لا تبلغه الإفهام و العقول مهما صلحت إلا إذا أعلمها الله بواسطة الوحي.
    قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا (70)
    فاشترط عليه إلا يسال عن تأويل ما يفعله إلا أن يقوم هو بالتأويل
    وفي هذا لفت نظر لنا ألا نتعجب من أقداره سبحانه عسى أن يكشفها لنا في حينها عن طريق علم من عنده يقذفه في قلوب من شاء من عباده و عن طريق الأحداث التي يقدرها الله لتكشف أسرار أقداره السابقة الغامضة على العقول.
    *إن نبي الله موسى عليه السلام في هذه القصة مثال للإنسان عندما ينظر إلى أقدار الله على ظاهرها بدون تأمل لأنه لا يعلم الغيب ولا يعلم ما ستؤول عليه الأمور في المستقبل.
    *فلو نظرنا إلى المثال الأول :
    أناس أحسنوا إلى نبي الله وهو رد الإحسان بالإساءة فاتلف جزءًا من سفينتهم وهذا أمر عجيب لا يقره عاقل ذو مروءة فكيف بنبي مرسل فمن يصبر على كتم مشاعر الشهامة والمروءة؟
    و كان تأويل ذلك أن هذا العيب سيصرف الملك الظالم عن اغتصاب السفينة فكان هذا التصرف رحمة من الله و عين الحكمة مع أن نبي الله موسى رأى الأمر مخالفة واضحة وإساءة بالغة وهذا طبعا لأنه لا يعلم أن هذا وحي
    فلو علم أن هذا وحي لسلّم الأمر لله و هذا حال أهل التوكل مع الله يسلمون الأمر لله و لا ينكرون قدره.
    žفلو نظرت إلى أقدار الله سبحانه :
    ربما رأيت جوهرة مدفونة في التراب محفوظة لصاحبها !!
    ربما رأيت امرأة بالغة الصلاح و لكن هناك عيب ظاهر ترتدي نظارة مثلا أو بها حَوَلٌ أو انفٌ طويلُ أو سمرة أو سمن أو نحافة أو عيب بشعرها أو أسنانها أو مقعدة أو كفيفة.
    وكل ذلك من العيب كما كان حال السفينة حتى لا يغتصبها ظالم أو يصل إليها من لا يستحق فهي محفوظة لمستحقها بالعيب الظاهر.
    فكم بارت أرض و ندر مطر و ثارت براكين و اضطربت زلازل و اشتدت حرارة و تطاولت جبال و وعرت صخور وهاجت بحار وقفرت صحارى لتسلم أراضي إلى أهلها و يطيب لهم عيشهم و إلا لاغتصبها الظالمون.
    *أما المثال الثاني و فيه قتل الولد الذي سيصير إلى كفرٍ رحمةً بوالديه
    و فيه أن المصيبة الواضحة ربما كانت رحمة من الله وهي سابقة لفضل عظيم و مبشرة به. و هذا يؤيد قوله تعالى "وبشر الصابرين "
    فهذا المثال أيضا يدعو إلى التسليم بقضاء الله والاستبشار بالخير بعده.
    فنقص الأموال والأنفس والثمرات وبوار التجارات والإصابة بالأمراض وقلة فرص العمل ؛ كل ذلك بذنب و بقَدَرٍ أيضا ، نستبشر من خلاله الخير من الله بشرط التوبة والتسليم التام والدعاء بأن يخلف الله على الإنسان بنعمة خير مما سلبها الله ، ويستقر في القلب أن الله ما سلب النعمة إلا بظلم من الإنسان و عدل من الله ، وانه سيخلفها بغيرها بفضل وكرم منه سبحانه. وما أراد الله إلا قدره سواء بظلم منا أو على طاعة كائنا ما كان .
    ولو ْلمَْ يأكلْ آدمُ من الشجرة لأهبط إلى الأرض وتم قدر الله ولو سجد إبليس كان سيعترض ويطرد ويتم قدر الله.
    فإياك أن ترتب أقدار الله على أفعالنا، فأقدار الله هي الابتلاء والامتحان ونحن لم نشارك فيه بشيء بأفعالنا وما هي إلا إرادة الله ومشيئته.
    وأنت ترى من كان مفسدا للمسلمين وقد تاب وحسنت توبته و ما زال الضلال الذي شارك فيه سواء كان تمثيلا أو غناء يفسد به الناس ليتم قدر الله ويتم الابتلاء . و هذا الذي قتل 100 نفس وتاب ودخل الجنة مع أن آثار أفعاله باقية من يُتْمٍ وتَرَمُّلٍ كان مقصودا بقدر الله لعلل أخرى سامية وهي الابتلاء.
    و قد أسلم وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه و اعلم اللهُ نبيَّه انه ليس له من الأمر شيءٌ ،فما مات حمزة إلا بقدر عظيم فيه الخير له ولأهله من بعده. والحكمة كل الحكمة في أن تدور مع القدر حيث دار. فلا نحتج بالقدر و نسقط الأحكام، ولا نحتج بالقدر ونحمل الناس مسؤولية الأقدار والآثار المترتبة وأنه لولا ولولا ما حدث.
    والطريف أن موسى عليه السلام قد اختصم مع آدم عليه السلام في القدر أيضا ..
    يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {احتج آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة } هكذا في بعض الروايات وكلها متقاربة، وهكذا احتج موسى على أبينا آدم عليهما السلام: {فقال له أبونا آدم عليه السلام: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وخط لك التوراة بيده، تلومني على أمر قد كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فحج آدمُ موسى، فحج آدمُ موسى، فحج آدمُ موسى } أي: غلبه بالحجة.
    فأنكر آدم عليه السلام تحميله الأثر العظيم لأكله من الشجرة وما ترتب عليه من إهباط لذريته إلى يوم القيامة ، و أنه لو لم يأكل ما نزل هو ولا ذريته فأقدار الله لا تسري هكذا.
    فالابتلاء قائم لا محالة بين إبليس والإنسان بين المؤمن والكافر بين الرجل والمرأة بين الغني والفقير بين القوي والضعيف لا مبدل لحكم الله ولا غالب لقدره ومن ظن أنه قادر على ضبط العلاقة بطريقة مخالفة لقدر الله فهو واهم .

    **والمثال الثالث
    الذي فيه حفظ الله كنز العبد الصالح لأبنائه بعد مماته بزمن ، وإن الله استخدم نبيًا ورجلا صالحا جليلين في بناء جدار لهم يدل على أن أقدار الله فيها الخير الكثير للصالحين ،وان الله ييسر أهل الفضل والصلاح على كرمهم و فضلهم بمباشرة الأعمال التي لا تناسب فضلهم ولو ظاهرا رعايةَ وخدمةَ لأهل الخير ولأبنائهم بعد مماتهم .
    ليعلم الجميع أن رعاية الله لذرية الصالحين في حال حياته كانت بواسطة، أما بعد موته فرعاية الله بلا واسطة أو سبب ظاهر فكانت أعظم ، وخلفه الله بمن هو أكرم منه يراعون مصلحة أبنائه بعد موته بلا منٍ ولا أذيً أصاب ذريته ، فكان أكرم عطاء من رب العالمين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
    فالأكيد أن الرجل الصالح لم يرد في ذهنه أبدا ولم يتخيل أن يقيض الله نبيا ورجلا صالحا ليجددا له بناء الجدار حفظا لأمواله الحلال بعد أن أوكل الله في إيصالها إلى أبنائه حين يبلغا أشدهما .
    فهذه الأمثلة الثلاثة تتحدث عن ثلاثة أنواع من أقدار الله تعالى وهي على سبيل المثال لا الحصر، وإلا فأقدار الله تعالى لا تحصى. وقد قال صلى الله عليه و سلم فيما أخرجه البخاري و مسلم "[ يرحم الله موسى لوددنا أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما"]

    ** بعلم الله و بأمر الله :
    ولي الله الخضر عليه السلام كان موحى إليه " و ما فعلته عن أمري"
    لم يفعل تلك الأمور برأيه فكيف له أن يجزم بعاقبة الأمور و يعلم أسرارها إلا بعلم الله عز وجل. و كيف له أن يظلم أو يقتل إلا بأمر الله .فما دام الله قد أمره بوحي فما ظلم و ما قتل.
    فهذا يعلمنا أن أقدار الله تدور على المصلحة حتى لو بدا ظاهرها غير ذلك ،و فيها خير الجزاء و الإحسان لأهل الإحسان .
    فهل بعد هذه الأمثلة نشك في أقدار الله و نتعجب منها ؟!!!
    هل بعد ذلك ينتقص أحدنا نِعَم الله و لا يرى الخير الكامن فيها ؟!!!
    هل بعد ذلك يشك أحدنا بعد أن قدم طاعة الله بإخلاص أن الله مجازيه خيرا في دنياه و بعد مماته ، وأنه حافظ ذريته بأفضل مما يتخيل وأنه رازقهم وحافظهم بطريقة أكرم مما كانوا عليه وعهدوه في حال وجود أبيهم الصالح.
    إن الأفعال التي قام بها الخضر عليه السلام ما هي إلا مثالا صغيرا من حكمة الله عز وجل .

    _و هذه القصة تنادينا قائلة
    يا أيها الإنسان الناظر بعين نفسه المعتقد بظواهر الأمور ألا تعلم إن لله حكمة بالغة وراء كل شيء فسلم بقدره راضيا قانعا ووكل أمرك إلى الله و ثق به في حكمته و ادعه أن تكون عاقبة الأمور إلى خير "
    ويبدأ الخضر الذي يجسد الغيب في شرح الأحداث لموسى ..
    في الرحلة الأولى ... يقول الخضر لموسى عليه السلام: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79)}
    هذه السفينة يا موسى كانت لبحارة يملكونها ويرتزقون من ورائها، وكانت تتجه لبلد ملكها يغتصب كل سفينة سليمة، ويضمها إلى أسطوله، وأنا خفت على أصحاب هذه السفينة، فكان الحل إصابتها بضرر أصغر لأحميها من ضرر أكبر، فإذا ما رأى الملك عيب السفينة؛ تخلى عنها. وكان هذا العيب رحمة من الله بأهلها، فالعيب كان سر نجاتها ونجاة أصحابها.

    القصة الأولى تقول:
    تعامل مع عيوبك باعتبار أن قدر الله كله رحمة، فالله أعلم بما لا تعلمه، كل إنجاز كبير في حياتك ستجد وراءه أزمة شديدة، والرضا أن تقف مع الله حيث أراد "فإذا لم ترض بقضائي فاخرج من تحت سمائي"

    القصة الثانية تقول:
    { وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81)}
    الغلام يعلم الله أنه سيكون طاغية حين يكبر، والطغيان أشد من الظلم، فالطغاة هم عتاة الإجرام في الأرض، والله سبحانه ذكر الطغيان قبل الكفر، لأن كفره لنفسه، لكن طغيانه كان سيدمر الأرض ومن عليها، وسيحطم حياة أبيه وأمه.
    فلماذا خلقه الله من البداية إذا كان يعلم أن هذا ما سيفعله؟
    . ربما كان أبوه وأمه مكتوبا لهما سكنا في الجنة لا يدخلانه إلى بموت ابنهما هذا،
    . أو ربما لو بدل الله لهما هذا الابن بولد آخر سيدركان نعمة الله التي شملهما بها فيعيشان بحمد الله وشكره.
    . أو ربما كان موته عبرة تفيق آلاف الشباب ممن هم على شاكلته، فيرجعون إلى الله وتكون هذه رحمة من الله بهم.
    ستقول وما ذنب هذا الغلام؟ هذا الولد مات صغيرا، ولو أنه كبر لصار طاغية، وستكون النار مصيره.
    ولكنه بموته هذا سيدخل الجنة إن شاء الله ، لقد خلقه الله ليكون حكمة لأناس غيره، وسيموت قبل أن يبلغ الحلم ليدخل الجنة، بهذا استفاد كل من أبيه وأمه ومجتمعه وهو أيضا.
    ذات مرة ذهبت لأم مات ولدها، وكانت منهارة، قلت لها: أحيانا يموت الابن ولم يكن قد أقدم على فعل حسنات كثيرة، فتصلي أمه وتزكي وتدعو له فيكسب المزيد من الحسنات، ربما لو عاش سبعين عاما لما حصل عليها، فتدخل الأم مع ابنها الفردوس الأعلى. تلك رحمة الله بعباده.

    حكمة تأخير الرزق
    القصة الثالثة تقول:
    { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82)}
    أخفى الأب كنزا تحت الجدار لولديه ليأخذاه حين يكبرا، فخشي الخضر لو انهار الجدار أن يظهر الكنز للطامعين، فبنى جدارا ثانيا ليكمل 20 عاما حتى يكبر الولدان، وحينئذ ينهار الجدار فيحصلا على الكنز.
    لو أنك أب صالح .. لا تخف، الله سبحانه سيحمي أولادك، والخضر يجسد القدر.
    = القصة تعلمنا معنى الرحمة في تأخر الرزق،
    = وأيضا تعلمنا أهمية أن ندخر شيئا لأطفالنا،
    = وتعلمنا أكثر من ذلك أن بلادنا لو كانت تضم كنوزا يمكن أن يطمع فيها الطامعون فلا تظهرها أما عيونهم.
    = والقصة تعلمنا الرحمة بالآباء والأمهات، فحذار من خيانتهما.
    تعلم موسى عليه السلام من هذه الرحلة معنى الصبر، ليستطيع أن يكمل رسالته مع بني إسرائيل، وتعلم أيضا الاستبشار بالمستقبل.
    أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما ... آمين

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 16, 2024 7:44 am